من الانطوائية الى المغامرة
تعرفوا على إيمان بوعركي، رحالة شغوفة من الكويت تفردت في عالم السفر، تركها لمجال الطب الى المحاسبة فتحت لها الأبواب لممارسة شغفها.
هدف ايمان في أسفارها هو كسر الصورة النمطية للسفر وتغيير ثقافة السفر المتعارف عليها وتسليط الضوء على الجانب الايجابي الذي لا يتم نقله من قبل الاعلام للدول.
قلبها يميل للطبيعة و التأمل بعظمة صنع الله ونرى ذلك من خلال مغامراتها وذلك رغم التنوع في أشكال السفر لديها وأنماطه.
تطور منظور ايمان للعالم، وايضا تذكر لنا كيف انه السفر ساعد في صقل شخصيتها و عزز الروابط التي تشكلت مع زملائها المسافرين، وتعد برحلات قادمة فريدة من نوعها و مثرية في التجارب.
ايمان ليست مجرد مسافرة فهي تميل للكتابة باللغة العربية الفصحى للنثر و الخواطر و الشعر كما أنها عاشقة للأدب و التصوير
تحتل المملكة المغربية مكانة خاصة في قلبها وهي الوجهة التي لا تمل ولا تكل من العودة اليها مرارا وتكرارا بسبب العراقة المتمثلة في ثقافة و مطبخ و تاريخ هذا البلد الفخم وهي ممتنة لمجلة ” CP” لمشاركة أفكارها و قصصها.
من هي إيمان؟ عرفينا عن نفسك.
اسافر و ارتحل بشغف بحثا عن التجارب الفريدة جاعلة منها اسلوبا لحياتي ووسيلة لتطوير فكري و توسيع مداركي و أيضا صقلا لشخصيتي، محبة للثقافات و الشعوب و الاطلاع على العالم خارج صفحات الكتب و الخرائط.
اخبرينا عن تعليمك؟
في بداية مشواري الدراسي قد تقدمت لكلية الطب في الكويت تخصص أسنان، لكن بعدها سحبت أوراق طلب التقديم و اتجهت الى كلية العلوم الادارية تخصص المحاسبة، وكان قرارا صائبا جدا اتاح لي ممارسة شغفي الحالي دون ارتباط أو قيود.
اخبرينا عن فكرة التوثيق في السفر و مشاركتها مع الناس كيف بدأت، و ما الذي ألهمك للقيام بها؟
الفكرة جاءت من العدم ولم تكن في الحسبان حيث كنت في بداياتي اذهب مع اختي روان للمطار ونجلس نتبادل اطراف الحديث في أحد الكافيهات و قد قلت لها في يوم من الأيام سوف يكون العالم وجهتي ، وابتدأت السفر ولم امتلك أي خبرة سابقة حيث كنت انطوائية جدا غير اجتماعية وقليلة السفر مع اهلي أيضا لم امتلك أي فكرة عن التصوير و جميع الادوات اللازمة لتوثيق سفراتي كانت مهاراتي محدودة ولا ضير في ذلك، فقد قيل “ أن تكون جاهلا ليس عيبا بقدر عيب عدم رغبتك بالتعلم”
ما الهمني هو الشخصية التي صرت عليها بعد أسفاري قد تغيرت تغييرا جذريا أتاح لي فرصا و تعرفت على مكامن قوتي، ايمان الآن ليست الانسانة الانطوائية التي لا تعرف كيفية التصرف أو حتى ادارة أي حديث، قد اصبحت منطلقة للحياة محبة لها و لمغامراتها و عثراتها ولا زلت مرحبة لأي تجربة تقدمها لي لأني اعرف بيقين هي دروسا تصقل الشخصية.
باختصار قد صنعني السفر و التجارب.
ماهي أهدافك؟
اهدافي هي خلق ثقافة جديدة للسفر بعيدا عن السفر التقليدي المتعارف عليه و بناء مجتمع قوي لا يخاف خوض الجديد من التجارب وايضا التكيف تحت أي ظرف تمر فيه في سفرك وتحسن التصرف فهذا سينعكس كليا على سلوكياتك اليومية، وايضا نشر ثقافة التقبل التي تعنى بتقبل الاختلاف العرقي الديني الثقافي و ايضا الفكري بعيدا عن اطلاق الأحكام فالحكم لله وحده
كذلك السفر لأماكن ودولا تمتلك جمال في طبيعتها،أهلها، ناسه، ثقافتها …. الخ و قد ظلمها الاعلام وشوه الصورة الحقيقية لها مجتمعيا.
أخبرينا عن رحلتك الى باكستان مؤخرا؟
باكستان من الوجهات التي لطالما حلمت بالزياره لها ونقل الصورة الواقعيه لهذا البلد بغض النظر عما تم نقله او يتم تداوله اعلاميا فهي أحد البلدان المظلومة سياحيا فجميع الدول لها الجانب المظلم و المشرق لكن الاعلام لغرض ما اجهله يسلط على جانب دون الآخر، يعزز جانب ويدحض آخر، كما هو الحال في اليمن التي قد زرتها في عز الحرب ولم أرى الا الترحيب و الكرم و حفاوة الاستقبال فهذا من من وجهة نظري يحتم على الرحالة دور عظيم في نقل الواقع الايجابي الذي لا ينقله الاعلام.
هل تفضلين الوجهات البحرية، المدن أم الرحلات الثقافية؟
افضل جميعهم لكني اميل اكثر الى الجبال و الطبيعة و الريف والحياة البسيطة الهادئه بعيدة عن مظاهر التمدن، بنظري التمدن له مساوؤه و محاسنه لكن عند البعض قد تم استغلاله بطريقة غير صحيحة بحيث قد خلق ثقافة الانفراد و العزلة لا الجموع فأصل الحياة هي الجماعة و الناس للناس.
السفر لدول مختلفة يجعل لانسان مطلعا أكثر على ثقافات وأساليب حياة الشعوب المختلفة وهذا بدوره يغير مفاهيمنا عن العالم، كيف تطورت رؤيتك حول العالم من خلال رحلاتك؟
الحياة بشكل عام ماهي الا رحلة فاستمتع بها، من انت بهذا لعالم؟ و ما هدفك وماذا تريد؟ هي اسئلة ستساعدك لمعرفة وجهتك في هذه الحياة، العالم شاسع واسع مليئ بالقصص المؤثرة ابحث عنها بطريقتك، السفر هو أحد الطرق للتعلم والتثقيف فمن خلال اسفاري و تنظيمي لعدة رحلات لوجهات مختلفة فريدة اريد للناس عيش طبيعتهم، فطرتهم، أن يكونوا أناسا حقيقيين بعيدا عن التكلف والتصنع وأهدف دائما الى خلق بيئة أخوية، فخير صديق هو الذي تلتقيه سفرا.
ماهي وجهات القادمة؟
كثيرا من الوجهات في القائمة حاليا لا أود الافصاح عنها، لكن قد اضيف لمحة عن مخطط لدولة بعيدة باردة فيها من الحياة البرية ما يبهرك فإن شاء الله و تيسرت الأمور سأذهب و سأنقل هذه التجربة الفريدة، فصدقني مثل تلك التجارب ينعكس أثرها على فكرك وشخصك وتلهمك للمزيد منها، ومنها مايكون تجارب للعمر تحكيها وتقصها لمعارفك و أصدقائك ومحيطك. لاتدري علك تلهم شخصا و تصنع له نجاحا.
اذكري لنا ثلاث نصائح للسفر؟
كن انت
تكيف تحت أي ظرف
استمتع بالرحلة
و سأضيف: السفر استثمار في شخصك لا تتردد ضع اموالك هي ستعود اليك بالتأكيد
من يلتقط لك الصور خلال سفرك؟ وماهي الأدوات التي تستخدمينها؟
في كثير من الاحيان انا التقطها لنفسي باستخدام الترايبود لتثبيت الهاتف و ساعة ابل،احيانا أصدقائي في السفر و احيانا اقوم بتأجير مصور لساعات معينة و قد توقفت عن ذلك منذ مدة طويلة بعد اقتنائي للدرون التي سهلت الأمر علي كثيرا، بالنسبة للأدوات المعتمدة للتصوير: الايفون و الدرون قد اغناني ذلك عن استخدام اي كاميرا اخرى فالابداع الحقيقي من وجهة نظري ليس بالكاميرا أو الأداة نفسها الابداع يكمن في نظرة الشخص للأشياء و احساسه تجاه هذه الأشياء وكيفية نقلها للمشاهد و المتابع ونجاحه بتوصيل هذا لاحساس.
ماهي أكثر تجربة سفر لا تنسى و أثّرت بك؟
اليمن و ما ادراك ما هو الشعب اليمني الكريم، الذي رغم حزنه وآلامه مازال يبتسم ويعطي و يكرم ويحسن الضيافة اليمن اصل العروبة ومهد لأكبر الحضارات، اليمن من الوجهات التي اكدت أن الظروف ليس لها علاقة بفطرتك السليمة التي قد شوهها التمدن، الذي يريد العطاء سيعطي رغم الحاجة و أن الانسان بما يملكه في نفسه لا كمالياته، اليمن سعيد و سيبقى سعيدا.
ماهي الطرق المثلى للمحافظة على الرشاقة واللياقة أثناء السفر؟
هذا السؤال قد وجه للشخص الخاطئ، لأني خلال السفر احب اجرب و اتذوق اكلات الشعب نفسه فالمطاعم المحلية التي توفر الاطباق التقليدية لأي بلد يوجد وراؤها قصة توارثتها الأجيال عن طريق طبق يقدم بنفحات من عبق التاريخ، ويوجد أيضا دول احرص اني اجرب اكل الشوارع فيها تحضرني حاليا جزيرة صقلية الايطالية التي اساس اغلب اطباقها لها تأثير عربي.
لكني احرص قدر المستطاع المشي لمسافات طويلة خلال سفري وما ان ارجع الى الكويت فتكون وجهتي النادي للتكفير عما ارتكبته بحق معدتي.
ماهي الادوات التي تحرصين على اخذها معك خلال أسفارك؟
احرص دائما على وجود شاحن الهاتف و الدرون وايضا بعض الادوية في حال التعب لا سمع الله و اسعافات اولية، حيث اني قد اخذت دورة في الاسعافات الاولية
وايضا على ادوات العناية بالبشرة والشعر وما عدا ذلك فهو سهل الاقتناء
هل لديك رعاة أو تعاون لرحلاتك؟ أم هل تقومين بتغطية تكاليف رحلاتك؟
احيانا تكون تعاونات مع هيئات سياحة تتكفل بجميع المصاريف بالاضافة الى الدفع مقابل الخدمة اللتي اقدمها أو شركات سياحية واحيانا تكون تعاونات مجانية بحيث تتكفل الجهة بجميع مصاريف السفر دون دفع مقابل الخدمة ، و احيانا تعاونات مع شركات طيران أو فنادق و أحيانا تكون من جيبي الخاص.
ماهي بعض توقعات السفر والاتجاهات الخاصة بهذا المجال ترينها قادمة؟
بالنسبة للسفر فإني اتوقع اكتساح سياحة عربية لبعض دول البلقان تحديدا ألبانيا و الجبل الأسود و دخولها في القائمة المفضلة لدى البعض كبديل عن تركيا و غيرها من الدول المعتادة.
وأيضا ان الثقافة العربية للسفر في تغيير و هذا أمر ايجابي فالتنوع مطلوب للتوسع و التعلم.
الى جانب السفر، ماهي هواياتك؟
احب الكتابة باللغة العربية الفصحى خواطر، حكم نابعة من تجاربي الخاصة، شعر، فاللغة العربية لا مثيل لها في التعبير و الوصف لغة ثرية غنية بالمفردات، وأيضا القراءة في ادب الرحلات و كتب تطوير الذات وعلم النفس والروايات خاصة في الادب الايراني و الافغاني على امل زيارة أفغانستان في المستقبل، وايضا الركض و ركوب العجلة.
هل زرت من قبل دولة ترغبين بالعودة لها مرارا و تكرارا؟
المغرب دون أدنى تفكير، حيث تكررت زياراتي لهذا البلد العريق لأكثر من ٤ مرات و في كل مرة اقع في حب هذا البلد و كأنها المرة الأولى، تجد أن العادات والتقاليد والثقافة حاضرة بقوة في كل زاوية في المغرب ابتداءا من المباني العمران و القصور او حتى الفنادق و ان كانت تابعة لسلسلة فنادق عالمية الى أنها تحكي قصة و جزء من تاريخ المغرب، و السكن في الرياضات الذي يتيح لك تجربة العيش في بيت مغربي تقليدي لتسافر عبر الزمن للماضي، بلد متنوع في جغرافيته من جبال أطلس و شواطئ المحيط الأطلسي والصحراء المغربية وأيضا القرى البسيطة للريف وناهيك عن ذكر مدينة افران في الشتاء، ولا ننسى ذكر المطبخ المغرب الغني بالتوابل العطرية مثل الطاجين و السفّة البسطيلة و غيرها من الأطباق و أنواع الخبز الشهية كالحرشة و البطبوط المسمّن و البغرير.
رسالة خاصة توجهينها الى CP magazine ؟
شكرا لكم على اتاحة الفرصة لنقل جزء بسيط من عالم السفر الخاص بي والى مزيد من التألق والتطور و الانجازات.
EMAN BOARAKI (@emytravels)
-Styled and Directed by: Musaed Al-Mutairi (@musaed_1980)
-makeup and hair: Maria (@maria_q8makeup)
-Photography: Andre Deville (@andredeville_)
-interview & Project management: Jameel Arif (@jameelarif)
-bts videography: Eisa Bohadi (@eisa_bohadi)
.
Special thanks to:
HARVEY NICHOLS (@harveynicholskuwait)
RADISSON BLU KUWAIT HOTEL (@radissonblukuwait)
